سأبين في هذا الباب الأمراض التي تصيب المناطق التي يغطيها الشعر خاصة
فروة الرأس وسأركز على بعض الأمراض التي تهم قارئ خاصة مرض الأكزيما
الدهنية.
الأكزيما الدهنية
تعتبر الأكزيما الدهنية من أكثر الأمراض الدهنية التي تصيب فروة الرأس.
وهي حالة فسيولوجية يلعب العامل الوراثي دوراً هاماً في ظهورها نتيجة
لذلك تزداد إفرازات الغدد الدهنية بالجلد حيث تظهر القشرة على فروة
الرأس في الحالات البسيطة من الأكزيما الدهنية وقد يكون تأثيرها أشد
فتؤدي إلى تساقط الشعر خاصة من مقدمة الفروة، ولذلك تعتبر الأكزيما
الدهنية من أهم أسباب تساقط الشعر والصلع لدى الذكور.
ليس هناك سن معينة لظهور الأكزيما الدهنية فقد تظهر بعد الولادة
مباشرة. ونتيجة لذلك يغطي طبقة دهنية متجمعة على مقدمة فروة الرأس
ويكون الشعر دهني الملمس مع ظهور القشرة على الفروة، وبثور صغيرة على
الجلد. وقد تستمر هذه لمدة طويلة ويمكن إزالة القشرة المتجمعة على فروة
الرأس باستعمال بعض المراهم الخاصة أو بطريقة سهلة: وذلك بوضع قليل من
زيت الزيتون الدافئ الذي يترك فترة على الفروة ثم تمشط المنطقة برفق
فنخرج تلك الطبقة الدهنية.
في بعض الحالات الشديدة تشمل الأكزيما مناطق غير فروة الرأس فتظهر على
شكل مناطق حمراء اللون ومغطاة بقشور بنية تميل إلى الاصفرار ودهنية
الملمس مصحوبة بحكة وتظهر على الوجه وخلف الأذنين ومقدمة الصدر
والمنطقة التناسلية.
تؤثر الأكزيما الدهنية بدرجة كبيرة على الأطفال بين الفخذين خاصة مع
استعمال الحفائظ البلاستيكية. إذ قد تغزو الجراثيم المختلفة والفطريات
تلك المنطقة وتسبب الكثير من المضاعفات. وسيرد شرح ذلك بالتفصيل
لاحقاً.
أعراض الأكزيما الدهنية
أهم الأعراض التي تصاحب الأكزيما الدهنية هي:-
1- ظهور القشرة على فروة الرأس:-
هي الشكوى الرئيسية لمعظم الحالات إذ يكون الشعر مغطي بالمادة الزيتية.
ونتيجة لذلك فإن المصابين بحاجة إلى الغسل المتكرر للفروة وقد تظهر
رائحة كريهة إذا ترك الشعر بدون عناية بين فترة وأخرى.
ويختلف تركيز القشور على الفروة وقد تكون خفيفة في بعض الأحيان أو قد
تظهر هذه القشور بغزارة على سطح الفروة وعلى الشعر وتتساقط على
الملابس.
2-
حساسية بفروة الرأس:
تؤدي إلى احمرار بالفروة وتكون بذلك مغطاة بالقشور الزيتية ويتبعها حكة
مزعجة للمصاب، ويمتد تأثير الحساسية إلى جميع مناطق فروة الرأس وهذا ما
يميزها عن مرض الصدفية التي يتبع الأخيرة قشور بيضاء جافة تشمل مناطق
محددة من فروة الرأس.
3- التهاب بفروة الرأس:
إن ترسب الدهون على الفروة يهيئ بيئة خصبة لنمو الفطريات والجراثيم
المختلفة. لذلك قد يصاحب الأكزيما الدهنية التهابات بفروة الرأس خاصة
مع وجود الحكة الشديدة. حيث تظهر بثور أو دمامل صغيرة على الفروة
وتتعرض هذه للتسلخ المستمر خاصة عند تسريح الشعر، وقد تنتشر الالتهابات
وتزيد المضاعفات خاصة مع عدم العناية بنظافة فروة الرأس.
4- في حالات أخرى من
الأكزيما الدهنية:
يتعدى تأثيرها ويصل إلى مناطق أخرى غير فروة الرأس لتشمل الحاجبين
والرموش والجبهة وبجانب الأنف وخلف الأذنين وأعلى الصدر والظهر
والفخذين وتؤدي إلى احمرار وقشور تغطي هذه المناطق ويصحبها حكة بالجلد.
ملاحظة:
تظهر الأكزيما الدهنية على المناطق التي تتركز بها الغدد الدهنية (كما
هو مبين بالشكل) ولهذا يصاحبها عادة ظهور حب الشباب على الوجه والصدر
والظهر.
العوامل التي
تؤدي إلى انتشار الأكزيما الدهنية
تؤثر عوامل مختلفة على نشاط الغدد الدهنية وبالتالي على ظهور الأكزيما
الدهنية وأهم هذه ما يلي:
1- بعض الأمراض الداخلية.
2- اضطرابات المستمر والعوامل النفسية
والسهر الطويل.
3- التوتر المستمر والعوامل النفسية والسهر
الطويل.
4- الإسراف في تناول المواد الكربوهيدراتية
والدهنيات والمكسرات والشوكولاته، قد يكون لها بعض الأثر أحيانا.
5- اضطرابات نشاط الغدد الدهنية بالجلد.
6- استعمال مركبات الكورتيزون لمدة طويلة.
7- الإهمال في نظافة فروة الرأس والجسم.
8- حمو النيل (الحرارة):
وهو مرض جلدي يحدث نتيجة تجمع العرق تحت سطح الجلد وعدم خروجه ويؤدي
ذلك إلى ظهور بثور صغيرة في حجم رأس الدبوس وتنتشر على الجلد مصحوبة
بوخز وحكة وقد يصاحب هذا المرض قفل مسامات الغدد الدهنية، ويسبب ذلك
تجمع الدهنيات تحت الجلد وتزيد بالتالي من الأكزيما الدهنية مع ظهور
حبوب الشباب.
إرشادات عامة للاكزيما
الدهنية
كما ذكرت سابقاً بأن الأكزيما الدهنية: هي حالة مرتبطة بعوامل وراثية،
ولذلك لا يمكن التخلص منها نهائيا على الأقل في مرحلة معينة من العمر
ولكن يمكن التخفيف من أثارها ومن المضاعفات بواسطة العناية المستمرة
بفروة الرأس وذلك بالمحافظة على نظافة الفروة باستعمال الشامبو المناسب
ويجب الإشارة هنا بأن الإسراف في النظافة قد يؤدي إلى مردود عكسي.
كما أن كثيراً من الشامبوهات قد تحوي مركبات قد تؤذي فروة الرأس والشعر
معاً عند الإسراف في استعمالها وقد تسبب تساقط الشعر والى مزيد من
تكّون القشور على الفروة.
التهاب الجلد الزهمي
|
التهاب الجلد الزهمي
|
التهاب الجلد الزهمي
|
التهاب الجلد الزهمي
|
التهاب الجلد الزهمي
|
التهاب الجلد الزهمي
|
ويجب ملاحظة ما يلي:
1- أن الشامبوهات التي تحوي على مركبات القطران مثل (شامبو البولي تار
POLYTAR وشامبو الزنكون Zincon) إذا استعملت هذه الشامبوهات بعناية
بمعدل مرتين أسبوعياً قد تساعد على التخلص من القشرة والمحافظة على
فروة الرأس نظيفة في أغلب الأحيان.
2- كما يجب عدم الإسراف في استعمال بعض الشامبوهات التي تحوي مركبات
الكبريت أو السالينيم سلفايد. وإن كانت هذه الأنواع ذات فائدة للتخلص
من قشرة فروة الرأس إلا أن استعمالها بكثرة كما هو الحال في بعض
الأنواع الأخرى قد يؤدي إلى تساقط الشعر أو حساسية بفروة الرأس.
3- لا أنصح باستعمال الصابون لفروة الرأس. إذ أن هذه قد تترك رواسب
قلوية على الفروة وإذا كان ولا بد من استعمال الصابون فيجب البحث عن
أنواع خالية بقدر الإمكان من المركبات الضارة ويجب شطف الشعر جيداً
وذلك للتخلص من رواسب الصابون.
4- إذا كانت القشرة غزيرة على فروة الرأس فإن الشامبو قد لا يكون كافيا
للتخلص منها، إذ لا بد من استعمال بعض المركبات التي تساعد على إزالة
القشور مثل مركبات السالسليك أو الكبريت.
5- أما إذا كانت الأكزيما الدهنية مصحوبة بحكة واحمرار بفروة الرأس فقد
يلزم فرك الفروة ببعض مركبات الكورتيزون السائلة وذلك تحت إشراف
الطبيب.
مرض الفطريات بفروة الرأس
(مرض القراع)
مرض معدي يصيب الأطفال عادة من سن 3-13 سنة. ولدى البالغين غالباً
المقاومة ضد الإصابة بهذا المرض. ويرجع ذلك إلى وجود الأحماض الدهنية
التي تغطي سطح فروة الرأس.
تحدث الإصابة عادة بين طلاب المدارس وفي الأماكن المزدحمة مثل المخيمات
وذلك نتيجة للعدوى المباشرة.
وقد لوحظ أن الإصابة في الذكور أكثر منها في الإناث وذلك لأن شعر
الذكور يكون عادة قصيراً وبذلك يسهل وصول الفطريات إلى الفروة وإحداث
الإصابة بها تحت ظروف معينة.
طرق العدوى:
مصادر العدوى بمرض القراع كثيرة وأهمها:
1- أدوات الغير الملوثة: فرشاة الشعر - المشط - الطاقية وغيرهما.
2- عدوى مباشرة: تحدث خاصة بين طلاب المدارس، ويجب الإشارة هنا بأنه
يجب التنبيه على الطلاب بالتخلص من بعض العادات مثل تقريب الرأس من رأس
زميله والاحتكاك به خاصة عند التحدث بصوت منخفض أثناء الدرس أو اللعب.
3- الحيوانات الأليفة: مثل القطط والكلاب إذ أن بعضها قد يكون مصاباً
بالفطريات حيث تنقلها إلى الأطفال خاصة عند تدليل تلك الحيوانات أو
اللعب معها.
أعراض مرض القراع:
نتيجة لغزو الفطريات للمادة الكيراتينية للشعر والجلد معاً فإن ذلك
يؤدي إلى تفتت تلك المواد وبالتالي إلى تساقط الشعر بالمنطقة المصابة.
وتظهر تلك على شكل دائري خالية من الشعر الطويل إذ يظهر الشعر كأنه
مقصوص على سطح الفروة، وهذا ما يفرق مرض القراع عن مرض الثعلبة حيث
تكون مناطق الثعلبة ملساء خالية من الشعر.
يغطي منطقة القراع قشور تعتبر مصدراً مهماً للعدوى، وقد تغزو الفطريات
مناطق معينة من فروة الرأس وتستقر بها أو قد تهجرها إلى منطقة أخرى
مكونة مواطن أخرى دائرية الشكل. وسبب ظهور الشكل الدائري هو أن
الفطريات تبدأ نشاطها من الوسط حيث تتغذى على المواد الكيراتينية هناك
حتى إذا استنفذتها إنتقلت إلى الأطراف بعيداً عن مكان الإصابة.
يشخص مرض القراع عادة بسهولة من قبل الطبيب المختص ولكن في بعض الأحيان
قد يلزم إجراء تحليل مخبري للقشور والشعر وذلك لتحديد نوع الفطر.
تختلف شدة الإصابة بمرض القراع حسب فصيلة الفطر المسبب للعدوى فبعضها
يؤدي إلى ظهور بقعة أو أكثر. والبعض الآخر يشمل تأثيره معظم منطقة
الفروة ويؤدي إلى تساقط الشعر من معظم أجزاء الفروة. ونوع ثالث يؤدي
إلى ظهور دمامل والتهابات شديدة خاصة تلك الفطريات التي تنتقل عن طريق
الحيوانات وتسبب هذه الصلع الدائم في المناطق المصابة نتيجة لإتلاف
بصيلات الشعر بها.
كما أن مرض الفطريات قد يصيب مناطق أخرى بعيداً عن فروة الرأس خاصة بين
الفخذين والإبطين والصدر والأطراف ويؤدي إلى ظهور بقع دائرية الشكل.
كما يؤثر كذلك على الأظافر وبين الأصابع ويؤدي إلى تغيير لون الأظافر
وتفتتها.
إرشادات عامة للوقاية من
مرض القراع
يجب شرح طبيعة مرض القراع وطرق العدوى إلى الوالدين حتى يساعدهم ذلك في
العناية بالمصاب ووقاية الآخرين من الإصابة. مع ملاحظة الآتي:
(أ) تعويد الأطفال على الالتزام باستعمال أدواتهم الشخصية فقط وعدم
استعمال أدوات الغير خاصة فيما يتعلق بفرشاة الشعر والمشط والطاقية.
(ب) تعويد الأطفال على النظافة منذ الصغر خاصة العناية بنظافة فروة
الرأس مرتين أسبوعياً على الأقل. وذلك باستعمال الشامبو المناسب وضرورة
شطف الرأس جيداً بالماء لإزالة ما يتبقى من الرواسب الضارة.
(جـ) عدم الاحتكاك بالمصابين.
(د) يجب الإشراف على أماكن الحلاقة والمراقبة الصحية المستمرة وضرورة
توعية أصحاب تلك المهنة. وعليهم تنظيف الأدوات جيداً باستعمال المطهرات
اللازمة. وعدم الحلاقة لمن يشتبه بإصابته بمرض القراع أو التهابات
بفروة الرأس.
(هـ) التخلص من الحيوانات الأليف مثل القطط والكلاب إذا كانت مصابة.
إرشادات للمصابين بمرض القراع
1- يجب أن تغلي الطاقية أو الشماغ حتى لا تحدث عدوى ذاتية أو أن يصل
المرض إلى شخص آخر.
2- يجب اتباع إرشادات الطبيب بدقة واستعمال العلاج للفترة التي يحددها.
حيث أن عدم إكمال العلاج قد يؤدي إلى معاودة الفطر نشاطه مرة أخرى، وقد
تكتسب بعضها المناعة من مضادات الفطر ويصبح العلاج بعد ذلك عسيراً.
3- يفضل بعدم ذهاب المصاب بمرض القراع إلى المدرسة حتى يتم شفاؤه من
المرض، وذلك بعد موافقة الطبيب. وإذا كانت هناك ضرورة تلزم المصاب
الذهاب إلى المدرس كما هو الحال أثناء فترة الامتحانات فيفضل أن يجلس
بعيداً عن زملائه.
ويستغرق علاج مرض القراع حوالي أسبوعين وقد تطول المدة أو تقصر حسب
ظروف المرض والمريض معاً وكذلك حسب نوع فصيلة الفطر المسبب لذلك.
قمل
الرأس
يصاب شعر فروة الرأس والجسم بالقمل خاصة بين المجتمعات الفقيرة وفي
الأماكن السكنية المزدحمة كما هو الحال في المخيمات. وقد تحدث الإصابة
أيضاً بين أفراد العائلات الموسرة. ولكن ما لا يعرف سببه هو أن الزنوج
لا يصابون عادة بقمل فروة الرأس. ويجب الإشارة بأن قمل العانة الذي
ينتقل نتيجة المعاشرة الجنسية لا يصيب شعر فروة الرأس مطلقاً.
طرق العدوى:
1- مباشرة من المصاب إلى شعر الرأس. وأكثر الأماكن إصابة هي مؤخرة
الشعر وعلى الجانبين وذلك لغزارة الشعر بتلك المناطق.
2- استعمال أدوات المصاب مثل فرشاة الشعر والمشط أو الطاقية.
أعراض الإصابة بقمل فروة الرأس:
تضع الأنثى بيضها على الشعر، ويظهر ذلك على شكل عقد صغيرة بيضاء اللون
على الشعر. يفقس البيض بعد 9 أيام وتخرج منه الحشرة الصغيرة وهي القملة
التي تعيش لمدة شهر.
ويعتبر القمل وسيطاً هاماً لنقل بعض الأمراض مثل مرض التيفوس أما
الأعراض المصاحبة فهي:-
1-حكة شديدة بالفروة: وقد تكون هذه هي أهم ما يلفت الانتباه خاصة بين
طلاب المدارس. لهذا يجب ملاحظة ذلك عند تكرار الحكة وعلى الأم تفتيش
الشعر بين فترة وأخرى إذ قد يظهر البيض على الشعر أو حشرات القمل.
2-التهابات بفروة الرأس:
تزداد حدة الالتهابات مع الحكة الشديدة. خاصة إذا كانت أظافر الطفل
طويلة فتؤدي إلى جروح وتقرحات بالفروة ويصحبها تضخم بالغدد اللمفاوية
المجاورة أسفل مؤخرة الرأس وعلى الجانبين.
إرشادات عامة:
1- يجب المحافظة على نظافة الشعر وذلك باستعمال الشامبو المناسب مرتين
أسبوعيا على الأقل.
2- عدم مخالطة المصابين بالمرض.
3- من الأفضل أن يكون شعر طلاب المدارس قصيراً لأن الشعر الطويل يسهل
كثيراً من حدوث العدوى.
4- غلي الملابس جيداً وكويها.
5- رش الأماكن المزدحمة بالسكان مثل المعسكرات دورياً بمادة د.د.ت،
خاصة الأمتعة والملابس وقد يلزم أحياناً رش الأشخاص مباشرة إذا ثبت
وجود العدوى.
6- علاج القمل سهل ويسير:
إذ يكفي أن يبلل الشعر بالماء الدافئ ويفرك بشامبو خاص يحتوي على
المواد القاتلة للقمل مثل (مركبات البنزايل بنزويت). ويوجد مستحضرات
متوفرة من هذه الأنواع مثل (شامبو فريدرم Freederm Shampoo).
يترك الدواء على الشعر لمدة ربع ساعة، ثم يُغسل ويمشط فيخرج البيض
والحشرات الميتة أثناء ذلك. وغالباً ما يكون هذا كافياً للتخلص من
القمل. وقد يلزم في بعض الأحيان تكرار العلاج مرة أخرى بعد أسبوع.
ويجب الإشارة هنا بأنه لابد من معالجة الالتهابات الجرثومية التي تصاحب
قمل الرأس مثل الدمامل والقروح بالمضادات الحيوية المناسبة تحت إشراف
الطبيب. وأنصح بأن تعالج الالتهابات أولاً وبعدها يعالج القمل.
التهابات فروة الرأس
1- الالتهابات الجرثومية:
متعددة مثل الحصف الجلدي، إذ تغزو الجراثيم المختلفة تحت ظروف معينة
الفروة خاصة بعد الكدمات أو الجروح أو مصاحبة لبعض الأمراض التي يتبعها
حكة شديدة ويؤدي ذلك إلى ظهور الدمامل والتقرحات بفروة الرأس.
وقد تظهر الالتهابات حول فوهة الشعرة عند خروجها من تحت سطح الجلد،
وهذا النوع قد يؤثر على المناطق السفلى من الفروة وتؤدي إلى مضاعفات
بها خاصة بين الأشخاص الذين ينقصهم المناعة الكافية. كما قد تعمل تلك
الالتهابات على إتلاف بصيلات الشعر وبالتالي إلى التساقط الدائم للشعر.
ويظهر هذا النوع من الالتهابات على شكل فآليل صديدية لونها أصفر على
مخارج الشعر خاصة عند عدم توفر العناية بنظافة الشعر أو عند استعمال
المركبات الكيماوية التي تستعمل لفرد أو تثبيت الشعر، أو من بقايا
رواسب الشامبو أو الصابون عند عدم شطفها جيداً من على الفروة. كما أن
الفراشي المصنوعة من النايلون الخشن أو السلك تؤدي إلى حدوث جروح
متكررة بالفروة وبالتالي تكّون بيئة جيدة لنمو الجراثيم بها.
كما أن بعض الأنواع من صبغات الشعر التي تسب حساسية بفروة الرأس
وتقرحات بها تؤثر كذلك على حيوية الفروة، وتساعد على انتشار الالتهابات
الجرثومية بها.
إذا لم تعالج هذه الالتهابات بعناية فقد تنتشر لتشمل مناطق أوسع من
الفروة، وتظهر على شكل مجموعات من الدمامل الصغيرة التي يخترقها الشعر
وقد تتسلخ ويخرج منها سائل أصفر اللون. وهذا النوع من الالتهابات يحدث
بين الأطفال وفي البالغين خاصة في حالات التوتر، إذ يعمد البعض على حك
الرأس أو فركه بيده. ولهذا تظهر دمامل صغيرة يعلوها بعض القشور ولا
تلبث هذه الدمامل وان تتسلخ بسهولة عند تكرار حكها أو بعد تسريح الشعر
وقد يستمر هذا النوع لمدة طويلة.
2- الالتهابات الفطرية:
يصيب مرض القراع فروة الرأس ويسبب بها مضاعفات قد تؤدي إلى تساقط الشعر
(وقد ورد شرح ذلك سابقاً).
3- الالتهابات الفيروسية بفروة الرأس:
تسبب أنواع من الفيروسات الثواليل على فروة الرأس والوجه وعلى الجلد.
وقد يصل عددها إلى المئات إذا لم تعالج. وتظهر هذه بوضوح على الوجه
خاصة منطقة الذقن إذ أن الحلاقة المتكررة تلعب دوراً هاماً في انتشار
تلك الأنواع على الذقن وفروة الرأس كذلك. كما أن فراشي الشعر والأمشاط
وأدوات الحلاقة عامل هام في نقل العدوى إلى الآخرين أو ذاتياً للمصاب
نفسه.
يجب معالجة الثواليل الجلدية منذ البداية قبل أن يتضاعف عددها، ويتم
ذلك بواسطة الكي الكهربائي أو باستعمال مركبات كيماوية خاصة وذلك تحت
إشراف الطبيب.
وأود أن أشير هنا إلى أن تلك المركبات التي تستعمل في علاج الثواليل
الجلدية تتكون من مواد حامضية مركزة مثل مركبات حامض السالسليك وحامض
اللاكتيك وقد تؤدي إلى حروق شديدة بالجلد. لهذا يجب الحذر عند
استعمالها وإبعادها عن متناول الأطفال.
تصاب فروة الرأس بأنواع أخرى من الفيروسات مثل تلك الأنواع التي تسبب
مرض "الحزام الناري" وهو ما يسمى بمرض "الهربس زوستر" إذ يؤدي هذا
النوع من الفيروسات إلى ظهور فقاقيع صغيرة ومتجمعة على الجسم أو على
فروة الرأس مصحوبة بألم شديد في منطقة الفروة أو المناطق الأخرى
المجاورة وهذا النوع من الفيروسات يحتاج إلى عناية فائقة من الطبيب
المعالج.
إرشادات عامة:
1- المحافظة على نظافة فروة الرأس عامل هام في الوقاية من الإصابة
بالالتهابات الفطرية والجرثومية والفيروسية.
2- مراجعة الطبيب المختص وكلما كان العلاج مبكراً كلما كانت فرصة
الشفاء أسرع والمضاعفات أقل.
3- عدم استعمال المضادات الحيوية خاصة الموضعية منها إلا تحت إشراف
الطبيب، إذ أن بعض المضادات مثل بودرة السلفا والبنسلين والنيومايسين
قد تسبب حساسية بفروة الرأس وبذلك تزيد من مضاعفات المرض.
الأورام التي تصيب فروة الرأس
تصاب فروة الرأس مثلها مثل سائر الجلد بأورام مختلفة منها الحميد ومنها
الخبيث. ويجب عدم التهاون عند ملاحظة أي ورم بفروة الرأس مهما صغر حجمه
فقد يكون كيساً دهنياً أو سرطاناً خبيثاً، لذلك لا بد من مراجعة الطبيب
دون تأخير.
ويجدر الإشارة هنا بأن بعض الأورام الحميدة خاصة الشامات أو ما يسمى بـ
"الخال" يفضل عدم إزالتها إلا تحت ظروف معينة، وذلك إذا بدأ حجمها في
الكبر، أو تغير لونها، أو بدأ ظهور الشعر بها، أو كانت مصحوبة بحكة
شديدة، أو أخذت في التقرح وإلا فتركها ساكنة كما هي أفضل من العبث بها.
قشرة فروة الرأس
|
(مرض الصدفية)قشرة فروة الرأس
|
ثواليل
الذقن والرقبة
|
مرض
القراع بفروة الرأس
|
للأعلى
|